"الهجرة " تحطم الحلم بعد فشل الهروب من الموت للمجهول

2021-11-17

يسعى الغزيين في البحث عن حياة أفضل ولكن ؟

خاص الكرمل _ ظروف اقتصادية صعبة أجبرت العديد من العائلات نحو الهجرة من قطاع غزة التي يعاني ويلات حصار استمر أكثر من 15  عاماً عدا عن الحروب المتكررة مما جعلهم يغامرون بالهجرة ودفع مبالغ مالية كبيرة مقابل الانضمام إلى قوافل المهاجرين للبحث عن حياة أفضل .

أطلق عليها المجتمع هجرة غير شرعية يهرب بها الشبان من واقع البطالة المتفشية .

خرج بالفعل عدد لا بأس به  من الشبان والعائلات حيث بلغ  عددهم حوالي 35 ألف فلسطيني خرجو من قطاع غزة إلى أوروبا بوقت قياسي جداً ، والفقر المدقع أحد الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك.وكثير منهم وصلوا إلى دول أوروبية كالسويد والنرويج وبلجيكيا بعد أن حطوا في إيطاليا بلد المرور .

تردي الأوضاع الاقتصادية أهم دوافع رحلة الموت كما يقول خبراء الاقتصاد

أكد ماهر الطبّاع مدير العلاقات العامة والإعلام بغرفة التجارة والصناعة بغزة، إن القطاع المُحاصر من إسرائيل للعام الـ15 على التوالي، يعاني من أسوأ مؤشرات اقتصادية، ما يتسبب بوجود ضغوط كبيرة على المواطنين.

وتابع أن "معدلات البطالة تتجاوز 50 بالمئة، بينما تصنف التقارير الدولية نصف سكان قطاع غزة بالفقراء، ويعتمد أكثر من 80 بالمئة منهم على المساعدات الغذائية العاجلة".

ويوضح الطبّاع أن هذا الواقع الذي أنشأه الاحتلال الإسرائيلي، أدى إلى "انسداد الأفق للشباب الفلسطيني"، ما يدفعهم للهجرة.

وذكر أن الاعتداءات العسكرية التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة بشكل متكرر، منذ بداية حصارها، أدى إلى "تدمير المنشآت الاقتصادية والشركات"، فضلا عن القيود على حركة الواردات والصادرات، ما أدى إلى انهيار القطاع الخاص.

كما أشار إلى الندرة الشديدة في الوظائف التي يوفرها القطاع العام (الحكومة)، نظرا للانقسام السياسي الفلسطيني بين غزة والضفة.

لم تكن فاجعة الغربة هي الوحيدة لا بل أصبحت ذهاب على الأقدام والعودة بتوابيت خشبية محمولة على الأكتاف تذهب إلى المقابر وتدفن معها كل أحلام وآمال الكثيرين كما حدث مع المواطن أنس أبو رجيلة و المواطن نصرالله الفرا والقائمة تطول .

شهادة أحد الناجين من غرق مركب المهاجرين

الشاب يحي بربخ أحد الناجين من رحلة الموت بعد حادثة الغرق، ومن شدة وقع الصدمة على الشاب بربخ، أرسل رسالة صوتية، عبر تطبيق محادثة من خلال الهاتف، لوالدته، يصرخ فيها ويستنجد باكيا.

وقال في الرسالة الصوتية "يا أمي، معك يحيى.. نحن ميتون في البحر. أنا والشباب نغرق ونموت منذ ساعتين. أخذتنا الشرطة.. ومن كانوا معي ماتوا".

وصلت هذه الرسالة إلى والدة يحيى وانتشرت بعد ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت حالة من التعاطف الشعبي مع ضحايا الحادثة، خاصة وأنهم هربوا من الوضع الصعب داخل قطاع غزة.

وتقول محاسن بربخ، والدة "يحيى"، إنها استقبلت التسجيل الصوتي، الذي وصلها من نجلها، "بصدمة كبيرة".

وتابعت قائلة: "لم أستطع أن أتمالك نفسي، وفقدت الوعي والسيطرة على نفسي آنذاك".

وتوضح أن نجلها يحيى، اضطر إلى الهجرة من قطاع غزة، منذ عدة أسابيع مع عدد من أقربائه، بحثا عن لقمة العيش.

واستكملت قائلة: "لو كان سعيدا في بلاده، لما ترك زوجته وطفليه وعائلته وغادر، يحيى يجيد عدة مهن، لكن لا يوجد له عمل أو دخل ثابت يحيى فضل الهجرة عبر رحلة محفوفة بالموت، هربا من هذا الواقع".

وكان قد أعلن قبل أيام قليلة أن 11 فلسطينيا كانوا في على متن زورق غرق في بحر إيجه مقابل مدينة بودروم التركية، إلى جانب عدد من المهاجرين من تركيا الى اليونان، وتم التأكد أن ثمانية منهم بخير وتم انقاذهم.

سفير دولة فلسطين لدى تركيا فايد مصطفى، أفاد بأن الجهات التركية عثرت على جثة المواطن نصر الله الفرا، والمواطن أنس أبو رجيلة "قديح" متوفيا على أحد شواطئ تركيا، وهما أحد المواطنين الثلاثة المفقودين على إثر حادث المركب وبقي آخر إلى يومنا هذا .

ظاهرة خطيرة خلقت أوضاع مأساوية قلبت حياة سكان القطاع إلى الجحيم بل يعتبرها البعض أنها هروب من الموت إلى الموت  والتي يجب على المعنيين التخفيف عن هذا الشعب والحيلولة دون التفكير بالهجرة والاهتمام بجيل المستقبل ورعايتهم لنجنبهم الهجرة بحثاً عن لقمة العيش خارج البلاد ولنجنبهم الموت المحدق